كثر الكلام في الآونة الأخيرة حول
مفهوم ضرب الزوج لزوجه (زوجته) المذكور في قوله سبحانه {.. وَالّٰتِى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ
فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِى الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ
فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا }
[ سورة النساء : 34 ]
الحق الذي لا جدال فيه أن كتاب الله سبحانه نزل بسم الله الرحمن الرحيم وجاء بالرسالة الخاتمة المناسبة لكل زمان ومكان الحاملة للرحمة { وَمَآ أَرْسَلْنٰكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعٰلَمِينَ }
[ سورة الأنبياء : 107 ] فكل ما فيه كتاب الله هو رحمة لخلق الله ولو تبدى لهم غير ذلك فهو من سوء الفهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
والحق كذلك أن القرءان الكريم لا يتعارض مع الفطرة السليمة النقية ولا يتعارض مع الثوابت العلمية إذا ثبتت حقيقةً.
[ سورة النساء : 34 ]
الحق الذي لا جدال فيه أن كتاب الله سبحانه نزل بسم الله الرحمن الرحيم وجاء بالرسالة الخاتمة المناسبة لكل زمان ومكان الحاملة للرحمة { وَمَآ أَرْسَلْنٰكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعٰلَمِينَ }
[ سورة الأنبياء : 107 ] فكل ما فيه كتاب الله هو رحمة لخلق الله ولو تبدى لهم غير ذلك فهو من سوء الفهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
والحق كذلك أن القرءان الكريم لا يتعارض مع الفطرة السليمة النقية ولا يتعارض مع الثوابت العلمية إذا ثبتت حقيقةً.
ومن هذا المنطلق فإن نشوز الزوجة أي عدم قيامها بواجباتها الزوجية تجاه زوجها قد يكون ناتجاً عن :
تأثير شعور طارئ عليها أو فتور أو حالة نفسية نتجت عن ظرف ما ؛ وقد يكون ناتج عن سوء معاملة الزوج نفسه لها؛ وقد يكون ناتج عن قرار حقيقي منها لعدم قدرتها على الاستمرار في الحياة معه لعدم التوافق؛ مما أدى إلى تقصيرها في واجباتها الزوجية حتى وصلت للنشوز.
فإني أتسائل هل يتم التعامل معها بطريقة واحدة في كل حالة
من الحالات السابقة المختلفة ؟؟.... بالطبع لا. فلكل داء دواء.
وهنا الآية تتحدث عن حالة كون الزوجة ناشز أي صدر فعل النشوز منها بدون سبب راجع للزوج بمعنى لم يكن هو المتسبب في نشوزها؛ فإن نشوز الزوجة الناتج عن إساءة معاملة الزوج لها لا يسمى نشوز أصلا إذ هو رد فعل ونتيجة إساءة الزوج لها.
فالآية هنا تعالج نشوز الزوجة في حق زوجها بلا سبب راجع إليه.
وفي هذه الحالة قد يكون النشوز بسبب عرضي وحالة نفسية عرضية أو غيره؛ وقد يكون نشوز عن قرار حقيقي بتعقل منها لعدم قدرتها على الاستمرار؛ وهذه الحلول في هذه الآية هي من توضح لنا حقيقة هذا النشوز وعلاجه على النحو التالي :
أولاً : الوعظ وهو مخاطبة الشعور
والوجدان والأفضل أن يقوم بوعظها ومخاطبة شعورها غير الزوج من أهله أو من أهلها
ممن يملكون هذه الملكة؛ فإن لم يفلح هذا فيأتي الهجر في المضجع والهجر في المضجع
ليس المقصود منه ترك الجماع فقط بل العبرة منه إعطاءها الفرصة لترى حقيقة أمرها
عند هجران زوجها لها... هل يرق قلبها له أم تظل كما هي.. فإن بقيت على حالها يكون
(الضرب) وهنا بيت القصيد.
فما المراد بقوله "اضربوهن"؟
أقول والله ولي الفتح والتوفيق إن كلمة
ضرب في كتاب الله سبحانه ولغة العرب كذلك جاءت بمعنى المباعدة والمفارق والفصل
والتجاهل كالآتي :{ فَأَوْحَيْنَآ إِلٰى مُوسٰىٓ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ }[ سورة الشعراء : 63 ]
أي باعد بين
مياه البحر فنتج عن الضرب انفلاق ومباعدة وتفريق بين المياه فكان كل فرق كالطود
العظيم. فارتبط معنى الضرب بمعنى المباعدة والمفارقة.
ويقول سبحانه وتعالى { وَلَقَدْ
أَوْحَيْنَآ إِلٰى مُوسٰىٓ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِى فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِى
الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخٰفُ دَرَكًا وَلَا تَخْشٰى } [ سورة طه : 77 ]
اضرب لهم طريقا في البحر بأن يفرق بين المياه حتي تظهر اليابسة مفرقة ومباعدة بين مياه البحر.
اضرب لهم طريقا في البحر بأن يفرق بين المياه حتي تظهر اليابسة مفرقة ومباعدة بين مياه البحر.
ويقول سبحانه وتعالى { لِلْفُقَرَآءِ
الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِى
الْأَرْضِ.. } [ سورة البقرة : 273 ]
أي لا يستطيعون الخروج والسفر ومفارقة الأهل والمباعدة في الأرض لطلب الرزق.
أي لا يستطيعون الخروج والسفر ومفارقة الأهل والمباعدة في الأرض لطلب الرزق.
ويقول سبحانه وتعالى { وَءَاخَرُونَ
يَضْرِبُونَ فِى الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ } [ سورة المزمل : 20 ]
أي يخرجون ويسافرون في الأرض مفارقين أرضهم وديارهم طلبا للرزق.
أي يخرجون ويسافرون في الأرض مفارقين أرضهم وديارهم طلبا للرزق.
ويقول سبحانه وتعالى { فَضُرِبَ
بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُۥ بَابٌۢ بَاطِنُهُۥ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظٰهِرُهُۥ مِن
قِبَلِهِ الْعَذَابُ } [ سورة الحديد : 13 ]
أي فصل بينهم وتم التفريق بينهم بسور، أما كلمة(ضرب) حين تأتي بمعنى إلحاق الألم أو اللطم باليد أو بآلة فإنها تكون دليل على القوة في إلحاق الأذى، قال سبحانه { وَلَوْ تَرٰىٓ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلٰٓئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبٰرَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ } [ سورة الأنفال : 50 ]
لك أن تتخيل فعل الضرب على وجوه الكافرين من الملائكة.
أي فصل بينهم وتم التفريق بينهم بسور، أما كلمة(ضرب) حين تأتي بمعنى إلحاق الألم أو اللطم باليد أو بآلة فإنها تكون دليل على القوة في إلحاق الأذى، قال سبحانه { وَلَوْ تَرٰىٓ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلٰٓئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبٰرَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ } [ سورة الأنفال : 50 ]
لك أن تتخيل فعل الضرب على وجوه الكافرين من الملائكة.
فقوله { وَاضْرِبُوهُنَّ } يفهم حسب السياق العام الذي ورد فيه؛ وهنا معالجة النشوز بحلول تصاعدية لأعلى فأول الحلول وأيسرها الوعظ، فإن لم يفلح ف الهجر في المضجع لإعطاءها فرصة الشعور بفقد الزوج وهجره، فإن لم يفلح فالمباعدة والمفارقة وترك المسكن، وهي المقصود بالضرب هنا والحكمة من هذا عظيمة وفعالة وهي أن تعيش حالة الطلاق والإنفصال قبل وقوع الطلاق فعلياً، وهذا غاية الرحمة بعقلها الذي غالبًا ما تغلبه العاطفة ويتأثر بكثرة بالظروف المحيطة فمفارقتها والمباعدة لها يجعلها تعيش حياة المطلقة المنفصلة بلا زوج قبل وقوع الطلاق فإن رجعت تنتهي المشكلة وإن لم ترجع يكون هذا النشوز ناتج عن قرار منها بعدم القدرة على الإستمرار في الحياة الزوجية وهنا يكون الطلاق رحمة بهما معاً { وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِۦ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَآ إِن يُرِيدَآ إِصْلٰحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَآ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا } [ سورة النساء : 35 ].
كتبه/ محمود عقيل الزينبي
ماجستير الفقه المقارن والقانون الخاص.
ماجستير الفقه المقارن والقانون الخاص.
تعليقات
إرسال تعليق